img title="الزُّهري" src="i" alt="ا" width="" height=" align="" border=" hspace=" vspace=" /></a>ا"زُّهري أو "السِّفلِس" syphilis
الزُّهري أو السِّفلِس مرض تناسُليّ قديم، مُعدِي ومُزمِن. يصيب جميع أجزاء الجسم حيث يُحدث بها إصابات مختلفة عند النّساء
والرِّجال. سببه ميكروب حلزوني الشّكل يشبه الخط الرّفيع. تنتقل العدوى في معظم الحالات عن طريق الاتّصال الجنسي المباشر بين المريض والسّليم، وفي حالات قليلة قد تحدث العدوى باستعمال بعض أدوات المريض، كالفراش "السّرير" أو دورات المياه. كما أنَّ الأُمّ المصابة يمكن أن تنقله للجنين عن طريق الحبل السّرّي.
أعراضه؟
مرض الزُّهري المكتَسَب يتميّز بفترة حضانة طويلة تتراوح ما بين 9 إلى 90 يوم، وفي معظم الحالات تستمرّ ما بين أسبوعين وثلاثة أسابيع.
ويُعرَف لهذا المرض ثلاثة أطوار:
الطَّور الأوّل:
القرحة الزُّهرية "شنكر". لها مواصفات معروفة وتظهر في معظم الحالات على الأعضاء التّناسليّة للرِّجال والنّساء، إذا كانت الإصابة عن طريق الاتّصال الجنسي. وقد تظهر في أماكن أُخرى بعيداً عن الأعضاء التّناسليّة، مثل اللِّسان والحَلْق والشِّفاه وأصابع اليدّ والثّدي عند المرأة أو حول فتحة الشَّرج. وتكون هذه القرحة دائمة وفردية لا تُحدث أيّ ألم ونظيفة لا تُحدث أي إفراز، كما يُصاحِبها تضخُّم في الغدد الليمفاوية المتّصلة بها دون ألم يشعر به المريض. وتمكث هذه القرحة ما بين 6 إلى 12 أسبوع، حيث يعقبها ظهور الطَّور الثّاني للمرض.
الطَّور الثّاني:
الطَّفَح الجلدي. يتميّز بانتشاره على جميع أجزاء الجسم بلونه النُّحاسي الغامق، وبعدم حدوث أيّ ألم منه، ولكن يصحبه ارتفاع قليل في درجة الحرارة وحدوث صداع مستمرّ لا تؤثِّر فيه أدوية الصُّداع. وتوجد أنواع مختلفة من هذا الطَّفَح الجلدي بمواصفات خاصّة لكُلِّ نوع منها، ومن أهمّها النّوع الحُبَيبي الذي يظهر على شكل زوائد جلديّة ذات رائحة كريهة، في وسطها تقرُّحات صغيرة تُفرِز صديداً مملوءاً بميكروبات مرض الزُّهري، ويصحب الطَّفَح الجلدي حدوث تقرُّحات في فتحة الفم وبداخل الشَّفَتَين، وقد تصل إلى اللَّوزَتَين والحَلْق حيث تتقرَّح وتُحدِث آلاماً شديدة. ويُلاحَظ في هذا الدَّور تضخُّم في الغدد الليمفاويّة في جميع أجزاء الجسم، وحدوث سقوط في شعر الرّأس وآلام بالمفاصل والعظام تشبه الآلام الرّوماتيزميّة. يتميّز الطّور الثّاني بإيجابيّة اختبار مصل الزُّهري في جميع الحالات، ويُعتَبَر أكثر وأخطر الأطوار في حدوث العدوى حتّى عن طريق اللَّمس. وبعد فترة قد تمتدّ إلى شهرين تختفي كُلّ هذه الأعراض ويَظهَر للمريض أنّه قد شُفي، غير أنّ الميكروبات تكون قد تمكّنت من الجسم. وتُسمّى هذه الفترة بالزُّهري الكامن، وقد تتراوح هذه الفترة ما بين عامين أو أكثر حسب مقاومة الجسم للميكروب.
الطَّور الثّالث:
وهو الطَّور النّهائي الذي ينتشر فيه المرض ليصيب جميع أعضاء الجسم الدّاخلية. فيصيب الجهاز الدّمَوي، ويسبِّب تَليُّف في القلب وتمدُّد في الشّريان الأبهر (الأورطي وهو أهم وأكبر شريان في القلب) والشّرايين المتوسِّطة الحجم ممّا يؤدّي للموت المفاجئ. وعندما يصيب الجهاز العصبي يُسبِّب الجُنون أو أنواع مختلفة من الشَّلَل أو فقدان السَّمَع. وقد يُصيب العينَين ممّا يؤدّي إلى العَمى. كما أنّه يُحدِث التهابات مختلفة في العظام والمفاصل.
ما هو العلاج؟
- استشارة طبيب مُختصّ فَور ظهور الأعراض الأوّليّة للمرض.
- يُعالَج المريض بالزُّهري بالمضادّات الحيويّة الفعّالة مثل البنسلين والتتراسيكلين أو الأريثرومايسين.
– مُراعاة عدم استخدام أشياء المريض، حتّى المريض نَفْسه يستخدم ملابسه لمرّة واحدة وبعد ذلك تُعقَّم.
- يُفضَّل أن يبتعد المريض تماماً عن المُعاشَرة الجنسيّة، حتّى يتمّ التّأكُّد من شفائه التّام من هذا المرض وذلك خوفاً من نقله للآخَرين.
د. سالي عبد المسيح