تمتلك سوريا واحدة من أقدم الحضارات في العالم، أقام فيها الآراميون دولتهم في القرن التاسع قبل الميلاد وفتحها الفرس 329 ق.م، فاليونان 332 ق.م، وكانت مركزاً للإمبراطورية السلوقية من عام 305 حتى 64 ق.م، ثم أصبحت ولاية رومانية ثم فتحها العرب سنة 634 م - على يد خالد بن الوليد وأبو عبيدة بن الجراح، ثم أصبحت مركزاً للدولة الأموية. وفي سنة 1516 م احتلها العثمانيون وجعلوا منها ولاية لهم لمدة أربعة قرون حتى نهاية الحرب العالمية الاولى. وفي سنة 1919 م وقعت سوريا تحت الانتداب الفرنسي إلى أن استقلت نهائياً سنة 1945 م.
يرجع تاريخ سوريا إلى أولى الحضارات الإنسانية في بداية العصر البرونزي نظراً لوفرة المياه، ومن سوريا كانت بداية الزراعة وتدجين الحيوانات وكان أساس النشاط البشري فيها حيث قامت الكثير من الحضارات منذ إنسان العصر الحجري وحتى الحضارات التي تعاقبت على سوريا منذ آلاف السنين وحتى العصور الحديثة. عندما نكون في سوريا نجد أنفسنا نمتزج مع التاريخ ذاته فهي بوابة التاريخ كما يطلق عليها بعض المؤرخين والباحثين، فكل ذرة من ترابها هي حرف مضيء في سفر الإنسانية الخالد، هذا ما قاله رئيس البعثة الأثرية الأمريكية التي عملت في الكشف عن مملكة كانا في منطقة قرب التقاء نهر الفرات و نهر الخابور في منطقة الجزيرة السورية. ويمكن القول أن التاريخ الغني الذي شهدته سورية جعل منها موطنا لكثير من الثقافات والحضارات، فكانت الوريثة المسؤولة عن هذا التاريخ السحيق، ويعود سبب تسمية سوريا بهذا الاسم نسبة إلى الشعوب القديمة التي سكنتها وهم (السريان).
سوريا ذات أهمية خاصة للمسيحيين الذين يشكلون 10% تقريبا، من سكانها... ومنها انطلق بولس الرسول لنشر المسيحية في أوروبا وفيها أهم المقدسات و الكنائس الأولى والأديرة والأضرحة والمقدسات الهامة مثل كنيسة حنانيا في دمشق وكنيسة قلب لوزة وكنيسة أم الزنار ودير سمعان ودير مار موسى ودير اليعقوبية ودير مار الياس الريح و دير السيدة و دير مار جرجس الحميراء و دير القديسة تقلا البطريركي و كتدرائية القديس سرجيو وبلدات ما زالت تتكلم الآرامية (لغة السيد المسيح) حتى اليوم مثل معلولا التي تحوى أديرة وكنائس وبيوتها محفورة في الصخر ، وجبعدين و صيدنايا و بصرى.