كان أحد أصدقائي يحضر مؤتمراً لطلاب الجامعة - هذا الصّديق تزوّج قبل أربعة أعوام تقريباً من حضوره لهذا المؤتمر، وكان يحبّ زوجته وسعيد معها
- ولأنّه كان يشترك بفاعليّة في تقديم المشورة والنّصح للشّباب والشّابات في هذا المؤتمر، تقدّمت إليه فتاة شابّة وجذّابة جدّاً لأخذ المشورة منه. وهو اهتمّ بتقديم المشورة لها، فأراحها بمشورته وأفرح قلبها برأيه، فاقتربت منه بعد الانتهاء من جلسة المشورة لتحتضنه بهدف تشجيعه، ضمّته بذراعيها وأسندت رأسها إلى كتفه. ذكر لي صديقي بأنّه وإلى هذا اليوم، أي بعد ستّة أعوام لا يزال يذكر عناقها النّاعم الرّقيق، مضيفاً بأنّه طوال فترة زواجه حين كان يتواعد مع زوجته، مع كونها لطيفة وحبّوبة جدّاً، لم تلمسه أبداً برقّة كهذه. لحظة واحدة مع تلك الفتاة، أذابت قلبه، وهو لم يرَ تلك الفتاة منذ ذلك الحين، لكنّه أبداً لم ينسَ صوتها النّاعم ولمستها الرّقيقة.
أمر غريب! صحيح؟ وأنت سيّدتي:
ما الذي حدث لكلّ الصّفات الحلوة التي جذبت زوجك إليك في بداية علاقتكما؟
صوتك الرّقيق الهادئ، روحك الجميلة، قدرتك على الإصغاء، شخصيّتك المرحة، ذكاءك الحاد، روح الدّعابة لديك. أين هي الصّفات التي شكّلت شخصيّتك بأكملها وجعلته ينجذب إليك منذ البداية؟
هل سقط بعض منها عبر السّنين؟
هل تصرخين اليوم محاولة استرعاء انتباهه؟
هل أنتِ مشغولة للدّرجة التي لا يمكنك فيها الإنصات إليه؟
هل فقدتِ روح دعابتك؟
أنا مدرك صديقتي بأنّ عدم اهتمام زوجك بك عبر السّنين قد أفقدك بعض الصّفات الجميلة، أو دفعك إلى الصُّراخ في وجهه، وإلى قذفك الأشياء هنا وهناك، إلى تجاهلك له في بعض الأحيان.
كلّ هذا صديقتي ربّما خلق بينكما صَدعاً كبيراً، أو حتّى أفقدكما علاقتكما ببعض، فصرتما كغريبَين يعيشان تحت سقف واحد.
لكن لا تقلقي، فهناك أمل لتُعيدي من جديد صنع التّواصل بينكما، وأنت قادرة على فعل ذلك، لكنّك تحتاجين إلى جذبه إليك من جديد واسترعاء انتباهه، من خلال التّمسُّك بعَرض صفاتك الفريدة التي جذبته إليك في البداية، والتي لربّما نسيتِ عرضها في غمرة وظروف الحياة، والتي قد يحتاجها هو ويريدها. هذه الصّفات التي يمكن أن تجذبه إلى ذراعَي إنسانة أُخرى قد تعرضها عليه.
علِّميه برقّة أن يجلس لتشاركيه بمشاعرك:
قد يعتقد زوجك بأنّه واحد من أعظم الرِّجال المحبِّين الذين سبق لهم وأن ساروا على سطح الأرض، وقد تكون هذه هي حقيقته بالفعل، لكن إن لم يكن كذلك هل أنت مستعدّة لتعلّميه كيف يمكن أن يكون؟ قد يظنّ بأنّ الذّهاب معك إلى الفراش هو كلّ ما في الحُبّ، وكلّ ما تحتاجينه، لكن أنا وأنت نعلم بأنّ هذا أمر بعيد عن الصّحة، فالجنس لا يعني بالضّرورة، الحُبّ.
- اختاري الوقت المناسب والظّرف المناسب والمكان المناسب لتجلسي معه وتشاركيه أفكارك.
- صِفي مشاعرك، اشرحيها واعرضيها بوضوح ومنطقيّة قدر الإمكان، وإن كان ردّ فعله سلبيّاً على ما قُلتيه، توقّفي عن ذلك، غيّري الموضع، وانتظري فرصة أُخرى.
- لكن كوني مثابرة، حاولي ألّا تضغطي عليه. في المرّة القادمة بصبر ورقّة اشرحي له ما تشعرين به.
- مشاركته بمشاعرك تستلزم مثابرة، هناك طريقة يمكن أن تساعد زوجك فعليّاً على فهم مشاعرك الحقيقيّة بشكل أفضل، وهي استخدام تشبيهات الصُّوَر الكلاميّة. إليك بعض الأمثلة، حيث يمكنك أن تقولي:
* أشعر وكأنّي شريط كاسيت مدّته ستّين دقيقة، وأنت تستخدمني بشكل رومانسي في اللّيل كما لو كنت شريط عشرة دقائق.
* أو أشعر وكأنّي منشفة بعد يوم كامل، لغسل شاحنات متّسخة.
* أشعر وكأنّي سنّارة صيد رُمِيَت، بعد اصطياد سمكة كبيرة. * أتخيّل نفسي أحياناً بأنّي كُرة غولف بعد ثماني عشرة ضربة لإحدى مباريات الدّوري الهامّة، مُستَبعَدة ومُهمَلة.
في الختام، أدعوك صديقتي إلى عمل تطبيق شخصي على ما سبق وذكرته، وذلك من خلال وضع هذه الآية نصب عينيك، يقول الرّب يسوع المسيح في كلمته في إنجيل البشير متّى 7: 12 .
إن كنتِ ترغبين في أن تكون حياتك غنيّة، فكّري وسجّلي أمامك خمس طُرُق على الأقلّ بها يمكنك إغناء حياة زوجك وزواجكما. ضعي هذه كأهداف أمام عينيك واسعي إلى تحقيقها، وجاهدي مهما كلّفك الأمر، وسترين بأنّ الأمر ارتدّ عليك بالنّفع. فمن يزرع الخير يحصد الخير، ومن يزرع الشّرّ، الشّرّ يحصد.
عن كتاب زوجة أَم صديقة؟ لجيري سموللي "بتصرف"