الاسبوع الفائت كنت اتحدث، عبر صفحة الكترونية شهيرة على الانترنيت، مع مجموعة من الاصدقاء الشباب والشابات العرب...وبحسب العادة غالبا ما يبدأ الحوار بعبارات ك "كيف الصحة؟" "كيف الحال؟" "ما اخبارك؟" "كيف الناس اليوم"؟ "كيف العالم وأخباره؟" الخ...
من بين هؤلاء الاصدقاء سألني أحدهم: "ما اخبارك يا حبيب؟ فأجبته: "أخباري جيدة الحمدلله"...في هذا الوقت كنت أتابع اخبار العالم العربي عبر احد المواقع الالكترونية...فانتهزت الفرصة واردفت للشاب العربي: "...الحمدلله اخباري جيدة ولكن اخبار العالم ليست جيدة...". ثم خطر ببالي سؤال شاركته مع سائر المجموعة التي أتحاور مع كل واحد منهم على حدى...والسؤال هو: "ما هي اخطر واكبر مشكلة تواجه العالم اليوم؟" (طبعا اقصد بالعالم :الناس في العالم)...
ابتدأ كل شاب وشابة من المجموعة يجيب عن هذا السؤال بحسب ما يراه مشكلة خطيرة في العالم (الحرب، الاقتصاد، السياسة،...). كل هذه الاجوبة صحيحة وبكل تأكيد هي مشاكل او قد تؤدي الى مشاكل خطيرة في العالم...لكن الجواب الذي كنت ابحث عنه أو انتظره بناء على سؤالي لم يكن ايّ واحد من تلك هذه الاجوبة...لأن فكري ذهب الى ما هو ابعد واخطر...الى مشكلة خطيرة تهيمن على الناس كلهم منذ بدء البشرية وحتى يومنا هذا وستبقى الى يوم القيامة...مشكلة خطيرة تؤرق المجتمع بكل فئاته وبكل أطيافه واشكاله وألوانه ولغاته وثقافته...مشكلة خطيرة ينتبه اليها أناس فيسعون لتجنبها...وأناس يركضون إليها ويعشقون التمسك بها رغم خطورتها، وللأسف هم يشكلون الأغلبية الساحقة من الناس...مشكلة خطيرة بذرتها مغروسة في طبع الانسان تنمو فيه في مختلف محطات عمره...مشكلة خطيرة حتى الموت...مشكلة خطيرة داء لم ولن يسلم منه مخلوق بشري...ودواء الداء بيد أمينة وكل من يطلبه يجده...
هل عرفت صديقي الآن ما هي مشكلة العالم الخطيرة؟!!! إن لم تعرفها فإني اطلعك عليها: مشكلة العالم الأكبر والأخطر هي: "...الخطيئة"...هل توافقني رأيي؟ أتوقع ذلك...
الخطيئة مرض خطير ومشكلة خطيرة بل الاخطر على حياة الانسان والاشد فتكا به من اي مرض عضال...الخطيئة تسيطر على مجتمعاتنا وتفسد الرؤوس والنفوس...مرض لم ولن يسلم منه بشر...لكن الشفاء منه يتطلب موقفا وشجاعة ينبغي ان يتخذه كل واحد منا ويلتزم به...
هذا ما فعلته شخصيا قبل سنوات مضت، لقد قررت مواجهة الخطيئة والقضاء على تسلطها علي...ليس بقوتي بل بقوة سيدي وفادي يسوع المسيح...سلمته امري والقيت همي عليه فأراحني من ثقل الخطيئة واوجاعها وهمومها ورفع عني خطرها..
وانت صديقي ماذا ستفعل تجاه الخطيئة المشكلة التي تشكل الخطر الأكبر في حياة البشر؟؟؟!!!
يقول الانجيل المقدس: 4كُلُّ مَنْ يَفْعَلُ الْخَطِيَّةَ يَفْعَلُ التَّعَدِّيَ أَيْضاً. وَالْخَطِيَّةُ هِيَ التَّعَدِّي...(1يوحنا3: 4)... 7وَلَكِنْ إِنْ سَلَكْنَا فِي النُّورِ كَمَا هُوَ فِي النُّورِ، فَلَنَا شَرِكَةٌ بَعْضِنَا مَعَ بَعْضٍ، وَدَمُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ ابْنِهِ يُطَهِّرُنَا مِنْ كُلِّ خَطِيَّةٍ. 8إِنْ قُلْنَا إِنَّهُ لَيْسَ لَنَا خَطِيَّةٌ نُضِلُّ أَنْفُسَنَا وَلَيْسَ الْحَقُّ فِينَا. 9إِنِ اعْتَرَفْنَا بِخَطَايَانَا فَهُوَ أَمِينٌ وَعَادِلٌ، حَتَّى يَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَيُطَهِّرَنَا مِنْ كُلِّ إِثْمٍ. 10إِنْ قُلْنَا إِنَّنَا لَمْ نُخْطِئْ نَجْعَلْهُ كَاذِباً، وَكَلِمَتُهُ لَيْسَتْ فِينَا. (1يوحنا:1: 7-10)...
(اشجعك على قراءة رسالة يوحنا الأولى، في الانجيل المقدس، بكاملها)...