الأداة الأولى ـ روح الله
2 كورنثوس 1: 21 و22 "ولكن الذي يثبّتنا معكم في المسيح وقد مسحنا هو الله الذي ختمنا أيضاً وأعطى عربون الروح في قلوبنا" |
|
يا له من أمر مريح أن نعرف أن ثباتنا لا يتوقف على جرأتنا أو شجاعتنا بل على الله الذي يثبتنا. وأداة الثبات في أوقات الشدة ليست الحماية التي نراها من الخارج بل المادة التي نحملها في الداخل. عندما نسلم حياتنا للرب يسوع يعطينا الله روحه القدوس ليسكن ويحيا فينا. هذه كانت مشيئة الله من البدء ونقرأ عنها في حزقيال 36: 24 ـ 27. عندما كان الرب يسوع على الأرض استطاع فقط أن يتواجد مع تلاميذه، لكن من خلال الروح القدس يستطيع الآن أن يتواجد في تلاميذه. إنها عطية صالحة لكل العصور. إنه الروح القدس الذي يؤكد أننا أولاد الله (أفسس 1: 13 و14 / غلاطية 4: 6 و7). يجب أن نسير في الروح كأولاد الله (غلاطية 5: 16) وأن نمتلىء باستمرار بالروح (أفسس 5: 18). هذا لا يعني أنه لا بد أن نأخذ أكثر من الروح القدس، بل لا بد أن يأخذ هو أكثر منا. إنها رحلة نمو تستمر مدى الحياة يكشف الروح فيها عن جوانب من حياتنا (من خلال قراءة كلمة الله والصلاة). لا بد أن تخضع له حتى تتقدس في حياتك: إنه الروح القدس! سيعزيك وقت الضيق (2 كورنثوس 1: 3 ـ 4)، ويؤيدك بالقوة حتى تخدمه (أفسس 3: 16 و17 / 2 كورنثوس 4: 7 ـ 9)، ويصلي من أجلك (رومية 8: 26 و27). التجارب والمصاعب لا تبني الشخصية فقط بل تكشف عنها، والنفس المليئة بالروح القدس هي فقط التي تتجاوب بطريقة تعكس شخص الله. هذا ما رأيناه على الصليب من خلال محبة المسيح وغفرانه. وهذا ما نراه كمؤمنين نواجه اضطهادات عنيفة في كل أنحاء العالم حين ننشر رسالة محبة الله وغفرانه. عندما نخضع للروح القدس سيثمر فينا ثمراً نحن مدعوّون لعرضه (غلاطية 5: 16 ـ 26)، ولا يظهر إلا حين نثبت في الرب يسوع (يوحنا 15). لم يتركنا الله وحدنا، ما أروعها من حقيقة!. |
|
يكشف لنا سفر أعمال الرسل عن بعض الطرق الرائعة، التي منح بها الروح القدس قوة للرسل وقسوس الكنيسة وسط موجة عنيفة من الضيقات والاضطهادات. حيث أعطى الرسل والتلاميذ شجاعة نادرة للإعلان عن إيمانهم، فعاشوا إيمانهم لدرجة أنهم ماتوا لأجل إيمانهم وسط الشدائد والضيقات. هذه الجرأة التي أعطاها الروح القدس تكررت مرات لا تحصى في حياة المؤمنين الأمناء عبر تاريخ الكنيسة. تم خنق "وليم تندال" وحرقه بسبب ترجمته للكتاب المقدس إلى الانجليزية سنة 1536، واليوم يستطيع المؤمنون حول العالم الثبات في إيمانهم رغم أن حياتهم ستكون أسهل لو لم يثبتوا في إيمانهم. تعرّض قس يعيش في بوتان للضرب المتكرر من قبل رجال الشرطة كعقاب له على عدم إنكاره للمسيح. كل ما كان يفكر فيه وهو يُضرب هو الابتسام لكل من يشاهده من المؤمنين، لأنه لم يُرِد لهم أن يُصابوا باليأس والإحباط. هذا ما يفعله الروح القدس! |
|
"الروح البشرية لا تكلّ عندما تكون مملوءة بالروح القدس" كوري تن بوم |
|
أشكرك يا رب لأنك لم تتركني وحدي لكن أعطيتني عطية ثمينة جداً، هي روحك القدوس. ساعدني أن أعرف وأطيع صوتك في حياتي. |