المفتاح الرابع ـ مفتاح الإرشاد ـ الحكمة
يعقوب 1: 5 "إنما إن كان أحد تعوزه حكمة فليطلب من الله الذي يعطي الجميع بسخاء ولا يعيّر فسيعطى له". |
|
لم تكن أبداً وعوداً جوفاء تلك التي قطعها الرب يسوع لتلاميذه عندما دعاهم ليتبعوه. عرفوا أنه أرسلهم كغنم في وسط ذئاب (متّى 10: 16) وحذرهم الرب بصورة واضحة في لوقا 21: 12 ـ 19 "وقبل هذا كله يلقون أيديهم عليكم ويطردونكم". كما حذرهم الرب بأنهم سوف يُسَلَّمون إلى مجامع وسجون ويُساقون أمام ملوك وولاة . لكنه شجعهم حين كشف لهم عن السبب الذي لأجله يجب أن يجاوبوا، وقدم لهم الوسيلة أو الكيفية التي يردّون بها. أولاً، قال لهم أن يكونوا شهوداً أمام مُتّهِمِيهم. ثانياً، أوصاهم بألا يقلقوا قبل الأوان كيف يدافعون عن أنفسهم لأنه سيعطيهم فماً وحكمة لا يقدر جميع معانديهم أن يقاوموها أو يناقضوها. يا له من مفتاح خطير!، الحكمة عندما تحتاجها والكلام لتتكلم به. وعد الرب بأنه سيعطيهم الكلام (الترجمة الحرفية من اليونانية لكلمة "فم") والحكمة للشهادة. هذان المكوّنان معاً، فم للتكلم وحكمة لمعرفة ماذا تقول، يهيّئان أي مؤمن للخدمة وللألم. إنه كمثل من يملك مخزناً مزوداً بكل التجهيزات والإمدادات، وباباً للتعبير يستطيع أن يخرجها منه. هذا المفتاح ليس فقط لحماية النفس أو الهرب وسط المصاعب، بل لمساعدتك على أن تشهد لمن يضطهدك. لا يقدم لنا الرب ترساً للحماية فقط بل سلاحاً للدفاع، الحكمة. الخبر السار هو أن المضطَهَدين لأجل المسيح يمكنهم أن يتّكلوا عليه ليعطيهم فماً وكلاماً. وهذا المفتاح متاح لكل من يطلب. يعد يعقوب 1: 5 بأن من تعوزه حكمة فليطلب من الله الذي يعطي الجميع بسخاء ولا يعير فسيعطى له. من الجدير بالملاحظة أن كلمة الله لا تقول أن الرب سيرسل ملاكاً من السماء ليرد بالنيابة عنك، بل سيعطيك فماً وحكمة ليمكنك من الرد بنفسك. هذا تحقق بوضوح في حياة المؤمنين الأوائل عندما نالوا الروح القدس، حين أحضروا الرسل أمام الكهنة والحكام وجاوبوهم وأخجلوهم (أعمال 4 و5 و6: 1 ـ 15). وهذا ما سيتحقق في حياتك أنت أيضاً. تمسّك بمفتاح الحكمة، الحكمة الإلهية. |
|
كانت حياة المؤمن محفوفة بالمصاعب والمخاطر تحت حكم "تشاوشيسكو" الدكتاتوري في رومانيا. رغم أن القس "جوزيف تسون" حسب التكلفة وخدم الرب وقطيعه بأمانة إلا أنه كان يخاف اليوم الذي تستدعيه فيه قوات الأمن. كان يعلم جيداً أن احتمال مواجهة الموت لا مفر منه. جاء اليوم الذي كان يخشاه "جوزيف" وذهبت قوات الأمن إلى بيته وأخذوه للتحقيق معه. أجلسوه على كرسي وصوبوا مسدساً تجاه رأسه. جاءه صوت الضابط قائلاً "الاختيار سهل. أَنكِر يسوع وإلا نسحب الزناد". كانت تلك اللحظة أكثر ما يخشاه "جوزيف" خلال سنوات خدمته الطويلة، لكن فجأة شعر بأن روح الرب ملأ كيانه. فأجابهم بكل جرأة: "لو قتلتموني اليوم سوف تفعلون لي معروفاً كبيراً، إذ سيكثر الطلب على كل عظاتي المسجلة لأني سوف استشهد لأجل المسيح. ستساعدوني مساعدة كبيرة في نشر رسائلي، كما ستساعدوني على الذهاب إلى ربي سريعاً!". أسقط الضابط مسدسه وصرخ فيه: "أنتم مجانين أيها المسيحيون"، ثم أمر رجاله بإرجاع "جوزيف" إلى بيته. ونجا "جوزيف" بحياته في ذلك اليوم لكنه فقدها بمعنى آخر. ثم أخبرنا في وقت لاحق "لم يساورني الخوف مرة ثانية فيما يمكن للإنسان أن يصنع بي. لم أقلق على حياتي مرة أخرى" وانعكس هذا على خدمته في رومانيا من وقتها حتى يومنا هذًا. |
|
يا رب أعطني السكينة والهدوء لقبول الأشياء التي لا أستطيع تغييرها، والشجاعة لتغيير الأشياء التي بإمكاني تغييرها والحكمة لمعرفة الفرق" رينهولد نيبور |
|
أسألك يا رب الحكمة كما وعدتني. لا المعرفة التي ستمهد طريقي بل الحكمة التي ستمكنني من الثبات لمجدك. ضع أفكارك في قلبي لأعرف ما أقول وشجاعتك على شفاهي لأعرف متى أتكلم. |